كان خبرا صادما ، وأكثر من ذلك ، خبر مخجل .. مخجل لنادي بحجم وإسم وتاريخ النادي الرياضي الصفاقسي وجماهيره و لن ينسى لكل من قبل وأقدم و أمضى على قرار بيع جزء من ماضيه و مقرا يعد واجهة تاريخية لنادي عاصمة الجنوب وكان دوما صرحا عتيدا للتكوين ولإنتاج المواهب والأقدام الفذة .. نعم لقد تم عرض مقر النادي بطريق المطار للبيع !
لمحة تاريخية عن مركب النادي الرياضي الصفاقسي الكائن بطريق المطر فقد تأسس سنة 1985 في يوم 30 نوفمبر على يد رئيس السي أس أس الأسبق عبد العزيز بن عبد الله في أولى فترات رئاسته بين 1980 و 1988 ويعتبر حاضنة للمواهب التي نحتت اسمها من ذهب ومهدا لأقدام صنعت أمجاد النادي الصفاقسي والكرة التونسية ككل ومن هذه الأسماء الرنانة نذكر على سبيل الذكر لا الحصر الغزال الأسمر حاتم الطرابلسي ، متوسط الميدان الفريد أنيس بوجلبان ، صاحب القدم الذهبية طارق سالم وغيرهم من اللاعبين الذين بفضل هذا المركب وبفضل المكونين الذين ساهموا في صقل مواهبهم لما أصبح النادي الرياضي الصفاقسي مدرسة بإسمها في كامل أفريقيا وفي الأخير .. نعم لقد تم عرض مقر النادي بطريق المطار للبيع !
تم إمضاء القرار رسميا ، قرار هدم هذا الصرح ، قرار قطع ورقة عتيقة من كتاب تاريخ النادي الرياضي الصفاقسي ، قرار هدام لأيقونة تمثل إسم السي أس أس والتي عانت الأمرين منذ زمان ليس بالقصير من التهميش والنقص الفادح في التجهيزات الرياضية وغياب الصيانة والعناية بالبنية التحتية حتى أصبح شكله الخارجي يبعث على الحزن ويمكن لكل عاشق لنادي الأجداد وكل عارف بمكانة هذا المركب القديم في صفاقس أن يشعر بحجم الأسى والكأبة التي أصبحت تكتسي المكان بجدرانه الملوثة وسوره الهرئ وقضبانه الصدئة ولافتته التي لم تتغير منذ عشرات السنين ورغم أن كل جزء في هذا المركب له أثر في عراقة السي أس أس ونجاحاته وطنيا وأفريقيا إلا أن مسؤوليه الأن صوتوا ب... نعم لقد تم عرض مقر النادي بطريق المطار للبيع !
ربما لم يعد للكلام من جدوى حاليا ، فبالفعل قررت الهيئة بيع هذا المركب دون شفقة بمنجم الأقدام الماسية والممول الأبرز للسي أس أس بالمواهب ودون إعتبار لأسماء كعلي قراجة الرجل المحترم الذي أفنى عمرا في بناء القاعدة التكوينية العظيمة بالنادي الرياضي الصفاقسي ولكن يريد جماهير النادي الصفاقسي على الأقل أن يصل صوتهم وصوت الصفاقسية ككل وصوت كل من مر من هناك أو وطأت قدميه أرضه وداعب عليها الكرة وصوت كل من يعي أهمية ذلك المركب في صفاقس ، على الأقل فهم يريدون منكم إعادة النظر أو التفكير في حل بديل ليستفيد منه النادي الصفاقسي ومحبيه على الأقل ويظل رمزا تابعا لألوانه ، الكل ممن علقوا على هذا الأمر يرفضون التفريط في مركب النادي القديم لأغراب سيحولوا من ذاك المكان شيئا لا يشبه ما كان عليه ، لما لا التفكير في خطة بديلة ، في فكرة إعادة تهيئة ، في إستغلال رياضي أو تجاري تابع للسي أس أس .. الأفكار كثيرة ولكن أغلب الظن أن التركة ثقيلة لم يعد يتحملها المسؤولين فسلموا فيها بأبخس الأثمان ورغم أن المركب في عيون أحباء النادي الصفاقسي لا يقدر بمال ورغم أن التاريخ لا يباع ويشترى في مزاد .. إلا أن الإتفاق أقر بذلك .. نعم سيتم عرض مركب النادي بطريق المطار للبيع!
كلمة أخيرا .. الأغلبية الساحقة ترفض هذا القرار في صفاقس .. اللوكال الصفاقسية هوما أولى بيه والنادي الرياضي الصفاقسي أولى بيه وأشبال النادي الذي يجدون فيه متنفسا أولا للصعود لعالم الساحرة المستديرة أولى بيه .. لا مجال لبيع تاريخنا ولا مجال للقضاء على أخر منبع لرائحة الأساطير وعمالقة الأسود والأبيض .. وكما جاء في عنوان المقال .. كم هو مؤلم التفكير بيع جزء من تاريخ النادي ، فالماضي الجليل يساهم في بناء مستقبل عظيم لنادي أعظم .. ابحثوا عن حل بديل ..