أمر مؤلم حقا ومضحك في نفس الوقت ، أن يتم مقارنة شيئين لا مجال للمقارنة بينهما ويخجل حتى الصغير قبل الكبير على وضعهما في مركز متساوي لبعد الأول عن الثاني بعد الملك وحاشيته ، أن تتصفح بعض صفحاتهم وتشاهد تشدق جماهيرهم تتهكم على عظيم الشأن وتنسى أن ما لديه لا يعدو إلا أن يكون ضاهرة وقتية مصيرها الزوال بنفاذ الأجل. هكذا كان الحال مع صفحات جماهير النجم الرياضي الساحلي بين الأمس واليوم على مواقع التواصل الإجتماعي وتعليقها الساخر والذي في نفس الوقت يبعث على السخرية منهم على مباراة النادي الصفاقسي وفريقهم في نصف نهائي البطولة المحلية للكرة الطائرة أمس وإن كانوا ربما قد نسوا أو تناسوا أن لاعبي فريقهم قد فروا فرار الديكة من براثن الذئاب وأبوا إستكمال اللقاء بعد زئير أنصار السي أس أس وتعالي سواعد لاعبيه.
واليوم ، لا بد لسائل أن يسأل ماذا لهته الجماهير من حجج تاريخية وماضي عريق لتقارن نفسها بفريق بحجم وإسم وتاريخ النادي الرياضي الصفاقسي في الكرة الطائرة والكل يشهد محليا وقاريا وعربيا وحتى عالميا أن السي أس أس هي أعظم ما انجبت تونس في هذه اللعبة وأن ما يملكه النجم من القاب إن احصيناها لا يعدو إلا أن يكون ركنا صغيرا في متحف قلعة عاصمة الجنوب فإذا تحدثنا بالأرقام سيخجلون من أنفسهم أن تجرأوا يوما على الحديث عن هذا النادي وما قدمه للكرة التونسية منذ تأسيس الفرع ، السي أس أس تحصلت على 23 لقب محلي (11 بطولة و 12 كأس) من سنة 1977 لليوم و النجم مجمل القابها الوطنية والقارية والعربية 22 لقب ، السي أس أس لها 6 بطولات أفريقية من 9 مشاركات و هو 3 أضعاف بطولات النجم القارية و موازي لعدد مشاركاتها في أدغال أفريقيا ، السي أس أس لها 9 بطولات عربية من أصل 10 مشاركات وهو تحصلوا على بطولتين عربيتين بين الأولى والثانية 11 سنة كاملة.
عن أي مقارنة يتحدثون ؟ وما زاد من سخرية القدر هو وقاحة البعض عندما قالوا "سنرجعهم إلى مكانهم الطبيعي" ، نعم نوافق هذا الرأي فلولا بعض الأمور لكان مكاننا الطبيعي بين عظماء العالم في أحد المسابقات العالمية لا مجابهة فريق أعجب بالكرة الطائرة من خلال متابعة جنود صفاقس على شاشات التلفاز . هل تعلمون أن ما يسمونه تاريخ في اللعبة بدأ سنة 1995 (ثم سبات للالفينية بدون القاب) وقتها كانت السي أس أس متحصلة على 20 لقب على جميع الواجهات ؟ وذكر انا الذكرى تنفع المؤمنين ، فالنادي الصفاقسي تحصل على 6 بطولات كأس العرب وهو رقم قياسي تونسي وعربي لم يحطم منذ سنوات وثاني أقرب منافس تونسي هو الترجي بلقبين فقط ، لنذكر كذلك النادي الصفاقسي هو أول فريق أفريقي يشارك في الدوري العالمي سنة 1989 بإيطاليا وشرف تونس بإحتلاله المركز الخامس في الدوري العالمي سنة 2013 فبربكم هل يمزحوننا فعن أي مقارنة وأي مكان طبيعي يتحدثون؟
النادي الرياضي الصفاقسي كان ذخرا للمنتخب الوطني التونسي للعبة عبر التاريخ فمن لم يعشق الكرة الطائرة من خلال محمد العايدي ، رفيق بن عمر ، محمد الحشيشة ، فؤاد كمون ، خالد كسكاس وكوكبة من اللاعبين المميزين فالقائمة لا تحصى ولا تعد ، ومن لم يتتلمذ على مباريات الفريق داخليا وخارجيا و في الأخير تجد صغار القوم في اللعبة ينسون مقاماتهم وينسون حكمة أن الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة ويتطاولون على أسياد اللعبة بكل جرأة ووقاحة ويريد إرجاعه إلى مكانه الطبيعي ، فقط انتظرونا سنعود أقوى مما كنا وسنأخذ وقتها الغالي والنفيس ولن نترك الأقزام تتعالى على عمالقة الكرة فالنادي الرياضي الصفاقسي هو العميد في تونس في الكرة الطائرة ، هو رمز الكرة ، هو المجد بعينه وهو صانع التاريخ الذي شرف تونس ورفع رايتها عالميا والبقية مجرد جماهير فتمنياتنا أن يراجعوا أنفسهم فالنادي الرياضي الصفاقسي كان يلعب بدون منافس وبدون منازع هكذا تغنت بنا الصحافة يوما في فترة الثمانينات والتسعينات حين كانت البطولة الوطنية مقبرة للأندية على يد جلادها.
