شاهد الجميع في البطولة المحترفة الأولى هذا الموسم شتى أنواع العنف وكل مظاهر المخاصمات والتجاذبات بين جماهير الفرق وحتى بين جماهير الفريق الواحد فيما بينها وازدانت الرابطة الإستثنائية بكل أشكال العراك والاحتداد بما لا يمت الصلة بالروح الرياضية وبأخلاقيات كرة القدم ، إقتحام الملاعب فتعنيف لاعبين إلى تهديدات ونزاعات بين الجماهير و مازال الفنيون يطالبون بعودة الجماهير كما قبل الثورة كأنهم يطالبون بمصارعة حرة بين الأنصار والمتعصبين لألوان فرقهم.
ولكن شيء من النور يشق هذا الظلام وبصيص أمل يوحي بإمكانية التوصل إلى حل جذري لهذه الأفة وهو العلاقة المتينة والمتجذرة بين جمهوري النادي الرياضي الصفاقسي والنادي الإفريقي ، جماهير كبيرة لفريقين عريقين ومثال يحتذى به في الروح الرياضية والأخوية بين الإثنين وهذا جلي للجميع من خلال التعاليق بين الطرفين في مواقع التوصل الإجتماعي والترحاب الكبير الذي يلاقيه جماهير السي أس أس في تونس العاصمة وجمهور النادي الأفارقة في صفاقس.
وبمناسبة لقاء الكلاسيكو برادس يوم الأحد ، قابل جمهور النادي الرياضي الصفاقسي ترحيب كبير من جماهير الإفريقي للقدوم بأعداد غفيرة لملعب رادس ومتابعة المباراة وستفتح لهم الأبواب لدخول الملعب طالما سمحت بذلك قوات الأمن في المنطقة وقد ترجم هذا حسب بعض الأصداء بعزم هيئة سليم الرياحي ، رئيس النادي الإفريقي ، السماح لكل الصفاقسية بدخول الملعب و حضور المقابلة ردا لحفاوة استقبال نظرائها في لقاء الذهاب بالمهيري.
في نفس السياق ، بادرت ثلة كبيرة من جماهير النادي الإفريقي بفكرة دخول الجمهورين بإختلاف الوانهما سويا وفي نفس المدارج لهذا اللقاء وتأكيد العلاقة الأخوية والمتينة التي لا تتزعزع بين الناديين وأن يكون هذا الكلاسيكو عرسا رياضيا بكافة أطرافه سوءا كرويا أو جماهيريا في كنف الإحترام ، التأخي والروح الرياضية وإثباتا للجميع أن الكرة أخلاق أو لا تكون و 90 دقيقة لن تهتز معها هذه العلاقة مهما كانت النتيجة.
