منذ دخول شهر رمضان الكريم ، ازدانت مدينة صفاقس بأبهى الحلل وكسرت أنوار الأفراح عتمة الليل وزينت الألوان جدران المدينة وأسوارها وغنت صفاقس طربا بحناجر أصيلة وعزفت أنامل فنانيها أحلى الدندنات زارعين في آذان الذواقين من الحضور الفرحة والبهجة و رسمين البسمة على ثغر كل الموجودين في المكان.
وكعادة مدينة صفاقس وأهلها ، في رمضان وبقية أشهر السنة ، تحتل الثقافة والفن مكانة هامة في الشارع الصفاقسي حيث كانت صائفة هذا العام ممتازة جدا على مستوى التظاهرات الفنية التي أقيمت في قلب وسط المدينة وعلى مستوى إختيار الأنماط ، فكان الإبداع والتنويع جليا ويرضي كل الأذواق والفئات السنية ، فاستمتعنا بطرب القدماء ومالوف وحضرة الأجداد كذلك حضرت المقامات الغربية و لم يغب الفن الملتزم عن الساحات ورقص أطفالنا مع منوعات الصغار والعائلات وهذا غيض من فيض والمهرجانات والإحتفالات مازالت قادمة وبوتيرة كبيرة.
في مثل هذا الشهر ومع كم التظاهرات الجميلة والحركية المبهجة التي تعيشها مدينتنا حاليا ، لا يمكن إلا أن نقول "ما أحلاها صفاقسنا" ، ما أحلاه سورها كي يقسم وبيبانها تسمع ، ما أحلانا ما بعضنا وما أحلى السمر سويا لأخر سويعات الليل ، ما أحلى الحياة بالفن والبحث عن منفذ لنسيان يوم عمل أو دراسة و تناسي مشاغل الدنيا وما فيها .. صفاقس جميلة ، فرحانة ، حية ودائما ما نريدها هكذا لأنها كان دوما وأبدا مهما للثقافة ، للفن ، للإبداع وللعمل .. ورمضان هذا العام زادها رونقا وجمالا وزادنا نحن بها فخرا..
