تعتبر جماهير النادي الصفاقسي من أصعب
الجماهير التي لا تغفر للاعبيها التي غادرت قلعة الأسود و الأبيض تجاه احدى الفرق
المنافسة أو ما تعتبر الغريم التقليدي للسي أس أس , أسماء عديدة خرجت من أروقة
النادي من باب الصغير تاركة أثرا كبيرا في قلوب الأحباء التي طالما تغنت بأساميهم في
وقت سابق حين تقمصهم أزياء الفريق , فكل لاعب قدم لصفاقس و قدم مردود متميز الا و
كان على الأعناق و هذا ما يفسر عشق الجماهير لناديها فهي تحترم كل من لا يدخر أي ذرة
قطرة عرق من أجل كتابة أمجاد نادي عاصمة الجنوب ,
كما ذكرنا عديد الأسماء تم وصفهم ب"
الخونة " من قبل الجماهير بالمفهوم الرياضي طبعا و يبقى أفضل مثال هو اللاعب
اسكندر السويح الذي عشقه الكبار و الصغار في التسعينات كان مفخرة البلاد , الكل
يتغنى به , هذا اللاعب كان بإمكانه أن يصنف الى جانب ساحر الجيلين حمادي العقربي لو لا
انتقاله للترجي في صفقة لا يعرف سرها إلا من كان مسير في السي أس أس حينها , و
بسرعة البرق أصبح هذا اللاعب غير مرحب به في صفاقس حتى ان الجماهير رفضت قطعا
عودته للقلعة اثر نهاية تجربته مع الترجي , فقد كان بإمكان السويح أن يكون المثل
الأعلى في صفاقس , السويح أصبح صفحة من الماضي لدى الجماهير العريضة للسي أس أس إلا
أن البعض لا يزال يعاتب اللاعب على طريقة انضمامه لنادي باب سويقة حيث اعتبروا ذلك
اعداما لحياته الكورية ,
في
العشرية الأخيرة عديد اللاعبين نسجوا على منوال هذا الأخير سواء من أبناء النادي
أو من تركوا بصمة لدى الأحباء و البداية كانت باللاعب أحمد الحامي الذي انتقل
حينها للنجم الساحلي و الترجي , هذا اللاعب الى حد الآن غائب عن الساحة الرياضية
في صفاقس و بعيد تمام البعد عن عائلة الأسود و الأبيض علما أنه وجه لقطة غير
أخلاقية لجماهير السي أس أس في احدى اللقاءات بأزياء فريقه الترجي , شأنه شأن وسام العابدي الذي انتقل
من الزمالك الى الترجي و هو ما أثار غضب الجماهير لكن هذا الأخير قدم ما لم يقدمه
بعض المغادرين حينما رفض اللعب ضد ناديه الأم النادي الصفاقسي ,
هذا
الموسم يعتبر الاستثناء لجماهير السي أس أس التي أنهت الحياة الكروية لثلاثة
لاعبين كانوا المثل الأعلى للصغار و كانوا مفخرة للفريق منهم من هو ابن للنادي
ترعرع في أروقته و منهم من صرح أنه " لن يلعب في تونس إلا للنادي الصفاقسي
" , البداية كانت باللاعب فخر الدين بن يوسف الذي ساهم في رفع لقبين مع
الأسود و الأبيض هذا اللاعب غادر ملعب الطيب المهيري على الأعناق إلا أنه عاد اليه
مطأطأ الرأس دون أن يحرك ساكنا , اضافة للفرجاني ساسي الذي غادر بدوره صفاقس
بهتافات الجماهير " فرجاني فرجاني " إلا أنه و كبقية زملاءه خان أقواله
سابقة و قام بنقيض تصريحاته ثم انتقل للصف الأخر صحبة زميله محمد علي منصر الذي
أمضى منذ أيام عقده مع نادي باب سويقة , منصر أحد
" أبناء النادي " الذي طالما وجد الدعم الجماهير و الاحاطة
الكافية سواء داخل الميدان أو خارجه خاصة عند اصابته
على مستوى الأربطة المتقاطعة إلا أنه اختار مغامرة جديدة ناسيا بذلك امكانية عودته
لقلعة الأسود و الأبيض , و القائمة لا تزال تطول
لكن
يبقى العامل المشترك لهؤلاء اللاعبون أنهم نادرا ما ذاقوا طعم النجاح عند مغادرتهم السي
أس أس , لا شك أننا في عهد الاحتراف و أصبح انتقال اللاعبين يقاس بقيمة الصفقة لكن
الجماهير تشاهد لاعبيها بمنظور أخر, كأن
أحد جنودها انتقل الى صف الغريم , فالجماهير لا تؤمن حتما بالاحتراف , و جماهير
السي أس أس تأمن بلاعبيها عند الابداع و ترفضهم عند الذهاب للصفوف الأخرى