رسالة إلى السيد وزير التربية ناجي جلول
أنا تلميذة بمعهد أبي القاسم الشابي أتقدم بصرخة مفعمة بالتعب والإرهاق بسبب ما أعيشه يوميا من ضغوطات الامتحانات العديدة والمتتالية التي زرعت في نفسي إرهاقا شديدا إذ أنني اجتاز يوميا اختبارات كتابية أو شفوية هذا مع انجاز ما يطلب مني من تمارين منزلية و كل هذا غيض من فيض فكثرة الساعات تثقل كاهلي وتجعلني لا أقوى حتى على التواصل مع عائلتي ... لقد أصبحت رهينة المراجعة وحفظ الدروس و التفكير فقط في الأعداد ... لقد انعدمت تلك الرابطة بيني و بين أساتذتي و معهدي و باتت علاقتي بهم علاقة أعداد تسند لي بعد كل امتحان .لقد اصبحت أيامي باهتة تخلو من الاستفادة إذ أنني أنسى المعلومات التي حفضتها بعد كل فرض للاستعداد لاستقبال معلومات أخرى تنذر باقتراب فرض جديد ... وهكذا أصبحت حياتي فحتى علاقتي مع أسرتي اختلفت كثيرا فقد حجزت نفسي في غرفتي ليلا نهارا لغرض واحد وهو الدراسة ... لقد نسيت نفسي و نسيت عائلتي وأصدقائي الذين حتى إن تحادثوا كانت الامتحانات هي محور الحديث ... أنا لم اطلب شيئا فقط أريد تعليما كالتعليم... و تربية كالتربية...و دروسا كالدروس...أنا ذات من الذوات التي ستكون مستقبل تونس ... ربما سأكون طبيبة أو صحفية ولو لما لا مربية أعطي العلم كما تلقيته.... لذا أريد تعليما يليق بي كنموذج من مستقبل تونس لأعطي ما تلقيته لأبنائي وأحفادي ولا أرجو أنا أعطيهم الوجه السلبي الذي أتمنى أن يصلح حاله ليصبح ايجابيا
اتمنى ان يصلك صوتي المرهق و ان تعود حياتنا ... كالحياة
آية اليوسفي
