بعد أن أجمع عليه أحباء النادي الصفاقسي إيمانا منهم أنه الرجل المنقذ في هذه الفترة الحساسة و الظروف الصعبة التي يمر بها نادي عاصمة الجنوب في المواسم الأخيرة بسبب تتالي الأزمات المالية و إنعكاسها على المستطيل الأخضر بعد غياب عن منصات التتويج لفترة 4 سنوات كاملة لم يتمكن من خلالها فريق كرة القدم في حصد أي لقب يذكر.
خلال الجلسة العامة الإنتخابية لسنة 2016 قدم الرئيس الجديد للنادي الصفاقسي المنصف خماخم بمشروع رياضي جديد أملا في إعادة أمجاد الفريق و العودة للتربع على عرش كرة القدم التونسية قبل أن يصطدم بعوائق و صعوبات جم، جعل الوضع يزداد إحتقانا و صعوبة أبرزها الضائقة المالية الكبرى و عزوف رجالات النادي عن الدعم المادي بإستثناء الرئيس السابق المنصف خماخم .
البداية كانت بالقرار المفاجئ التي تلقته الهيئة المديرة الحالية بعد 6 أشهر من تسلمها المقاليد الإدارية حيث علمت أن الفريق ممنوع من الإنتدابات لفترتين متتاليتين بسب تتالي الخطايا التي أثقلت كاهل الهيئة الحالية و التي أصبحت تجابه هذه الخطايا بمفردها في وقت غاب عنه رجالات النادي و رفضوا الإلتفاف حول الفريق لأسباب شخصية و خلافات مع الرئيس الحالي المنصف الخماخم، الذي أعلن عن دفعه لمبلغ 7 مليارات منذ توليه رئاسة السي أس أس في الجلسة العامة التقييمية.
ما يحسب للرئيس الحالي أنه وقف وجها لوجه ضد الجامعة التونسية لكرة القدم بعد صمت رهيب للرؤساء السابقين غير أن خماخم دفع الفاتورة غاليا و واصلت جامعة كرة القدم إستهداف الفريق بشتى الطرق و مختلف الوسائل قانونية كانت أو غير قانونية، و أخرها قرار لجنة الإستئناف القاضي بإلزام السي أس أس دفع حوالي 250 ألف دينار على خلفية التفريط في الفرجاني ساسي و فخر الدين بن يوسف و علي معلول للإحتراف خارج تونس سنة 2015، دون الحديث عن الأخطاء التحكيمية الفادحة التي أرتكبت في حق نادي عاصمة الجنوب و لعبة الكواليس بعد أن جعلت الفريق خارج دائرة المراهنة على الألقاب المحلية.
و لئن كسب المنصف خماخم تعاطف الجميع خلال إعلانه الحرب و العصيان ضد رئيس الجامعة وديع الجريء غير أنه يصر على فقدان هذا التعاطف و الإجماع من يوم إلى أخر بسبب رفض الجماهير لطريقة تسييره حيث دخل في صراعات مع الأحباء بسبب إختلاف وجهات النظر غير أن الرئيس الحالي للأسود و الأبيض يواصل إتخاذ القرارات بمفرده دون الإكتراث لما يحدث من حوله، كما تتالت الإختيارات الفنية الفاشلة لهيئته الحالية أبرزها تتالي المدربين الفاشلين الذين لم يقدموا شيئا يذكر، من نستور كلاوزن مرورا بالطلة الخفيفة لجورج كوستا وصولا إلى المدرب الحالي البرتغالي جوزاي داموتا ، و رغم معارضة الجميع طالبة من الهيئة المديرة الإستغناء عن الإطار الفني الحالي غير أن خماخم لا يزال متشبث بخدماته.
النادي الصفاقسي يعيش ظرفا صعبا و في سابقة فريدة من نوعها أوقفت جماهير الأسود و الأبيض يوم الإربعاء 19 أكتوبر 2017 التمارين، بعد أن كانت اللاعب رقم 1 و عرفت بتشجيعها الدائم للفريق في جميع الفترات ، لكن يبدو أن الأحباء لم تعد تحتمل ما يحدث داخل أسوار النادي لتحتج بطريقتها بين داعم و رافض لهذه الحركة، و التي تعتبر أولا و أخيرا حركة إحتجاجية دون خلفيات تذكر بل هي غيرة على عراقة النادي و ألوانه.
و في خضم ما يحدث، أصبح الرئيس الحالي وحيدا في معزل عن الجميع ، مطالبا بإتخاذ قرارات جريئة و إعادة تعديل البيت من جديد و تحديد المسؤوليات لجميع أعضاء هيئته و العمل على إعادة تشكيل لجنة الدعم، مع إختيار الإطار الفني الأنسب للفريق في الوقت الراهن رغم صعوبة الوضع.
