لا تمر مباراة كلاسيكو تونس بين الترجي الرياضي و النجم الساحلي دون تسجيل تجاوزات بالجملة من الجانب هذا أو ذاك سواء في المسابقات المحلية أو حتى القارية خاصة في السنوات الأخيرة، فنادرا ما إنتهى اللقاء في 90 دقيقة بعد توقف المباراة في أكثر من مناسبة بسبب الإحتجاجات المتكررة و إقتحام الملعب في بعض الأحيان من جانب المسؤولين علاوة عن الغضب الجماهيري الذي سرعان ما يتحول الى المدارج و ينعكس على أمن العام للقاء ليسجل إصابات في صفوف الأحباء و قوات الأمن.
مباراة يوم الأحد 26 نوفمبر 2017، هي القطرة التي أفاضت الكأس بعد أحداث مؤسفة رافقت اللقاء و عجلت بمغادرة رئيس النجم رضا شرف الدين، فما حدث يوم أمس يعكس واقع كرة القدم التونسية رغم التأهل للمونديال، فالمناوشات و التشابك بين اللاعبين لم تكن محل صدفة بل هو تراكمات لسياسات خاطئة و غياب لسلط الإشراف التي تواصل لعب دور "شاهد ما شفشي حاجة" بلا قوانين و قرارات ردعية مما جعل الأزمة تتراكم و تزداد تعقدا، فملعب المباراة أصبح حلبة مكالمة بين لاعبين دوليين ساهموا في رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية، و رغم إقرارهم بالخطأ فهذا أصبح غير كاف أمام تلك الأحداث المؤسفة التي لا تزال تتكرر من مباراة إلى أخرى و تسوق في صورة رديئة للرياضة التونسية في الخارج.
فإلى متى ستواصل الجامعة التونسية لكرة القدم الكي بسيايسة المكايلين و متى ستتخذ قرارات ردعية ضد هؤلاء و ضد كل من تسبب في إفساد أعراس كروية بالجملة؟، غير أن جامعة الكرة إكتفت بإتخاذ قرار مضحك بتقديم توقيت المباريات القادمة إلى الساعة الثانية ضهرا و كأن الإشكال يكمن في التوقيت فقط.
الصورة من موقع Foot 24