الدورة الخامسة لملتقى صفاقس الدولي للمالية الإسلامية التي تنعقد يومي 7 و8 أفريل بمشاركة ثلة من الخبراء والمختصين في المجال من تونس وعديد الدول و تتناول بالبحث "التمكين الاقتصادي" كآلية من الآليات المتجددة للتنمية ومعالجة للفقر والبطالة وقد تم خلال ندوة صحفية انتظمت صباح اليوم السبت بمدينة صفاقس تقديم معطيات شاملة على هذه التظاهرة الاقتصادية الدولية.
تنظيم هذا الملتقى الذي ينتظر أن يحضره كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي سيتم بالاشتراك بين جمعية ملتقى صفاقس الدولي للمالية الإسلامية وجامعة الزيتونة بالتعاون مع مؤسسة "الزيتونة تمكين" و المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا والأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية في المالية الإسلامية بماليزيا ISRA.
و أفاد رئيس جمعية ملتقى صفاقس الدولي للمالية الإسلامية ورئيس الملتقى الدكتور برهان الطريقي أن هذه الدورة تتميز بمشاركة وفد ماليزي يضم بالخصوص رئيسة الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا ومدير الأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية وعدد من الخبراء والأساتذة، بالإضافة إلى نخبة من رجال الاقتصاد والخبراء الدوليين والباحثين المختصين في مجال المالية الإسلامية من عديد الدول على غرار المغرب والجزائر وموريطانيا وليبيا ومصر والسعودية والكويت والبحرين والعراق والسودان واليمن وقطر والنيجر وفرنسا.
و إن مقاربة "التمكين الاقتصادي" التي سيتناولها الملتقى رغم أنها تصنف على أنها مستحدثة كان البنك الدولي تبناها منذ السبعينات من القرن الفارط مبينا أن هذه المقاربة تعتمد على الآليات والوسائط التكنولوجية الحديثة واليات التمويل الإسلامي التي تتميز فيها الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا كمرجع هام في المجال وتجربة ناجحة سيقع الاستئناس بها وفق تعبيره.
وسيتم تقديم قرابة 150 بحث أنجزها باحثون شبان من عديد الدولة يصل عددها إلى 20 دولة حسب رئيس الجمعية الذي أوضح أنه سيتم اختيار البعض منها خلال الملتقى لنشرها في مجلات محكمة مختصة في المالية الإسلامية ومنها مجلة الأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية في المالية الإسلامية بماليزيا.
أما الناطق الرسمي باسم ملتقى المالية الإسلامية الأستاذ نجم الدين غربال فقد أكد أن اختيار مجال الفقر والبطالة كمجال يبحث الملتقى في صيغ عملية وتطبيقية لمجابهته هذه الظاهرة المتفاقمة في تونس بحسب تعبيره. ونبه من خطر الظاهرة قائلا إنه يوجد في تونس حاليا ما لا يقل من مليون و700 الف مواطن تونسي يعانون من الفقر مبينا أن مؤشر خط الفقر في تونس أكثر حدة 32 مرة من خط الفقر في فرنسا وهو ما يبين خطورة الظاهرة في بلادنا في تقديره. وأشار غربال أن الملتقى سيبحث في صيغ الاستئناس بالتجارب الناجحة في المجال لعديد الدول ومنها الشريك الماليزي الذي سيكون حاضرا في الملتقى. وقال إن التمكين هو "توفير الفرص للفقراء والمهمشين للولوج الى الفضاءات الاقتصادية ومصادر التمويل والمشاركة في عملية التنمية وخلق الثروة دون الاقتصار الاهتمام بالدخل والأجر وغيرها من المقاربات التي أثبتت محدوديتها في السابق" وفق قوله.
وأعلن الدكتور برهان الطريقي عن إنجاز شراكات واتفاقيات نوعية بين جامعة الزيتونة والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا والأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية خلال الملتقى وهو ما من شأنه أن "يشكل إضافة هامة للتجربة التونسية الناشئة في مجال التكوين في المالية الإسلامية وذلك بالنظر إلى أهمية تجربة الشريك الماليزي ومكانته الريادية في المجال على الصعيد العالمي" بحسب تعبيره.
ويتناول برنامج هذه الدورة بالدرس مجموعة من المحاور الكبرى تتصل بموضوع الملتقى سيؤمنها مجموعة من الكفاءات الأكاديمية العالمية من بينهم الدكتور يونس الصواحلي كبير الباحثين في الأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية بماليزيا، والدكتور والخبير الدولي سامي سويلم المختص في التكنولوجيا المالية الإسلامية FinTech والدكتور أنس الحسناوي المختص في التمويل الإسلامي الأصغر من المغرب والدكتور اشرف محمد دوابة أستاذ التمويل والاقتصاد بجامعة إسطنبول والخبير عز الدين خوجة من تونس وغيرهم.
و للتذكير فإن الدورات الأربعة الماضية لملتقى صفاقس للمالية الإسلامية تناولت بالبحث هذا الموضوع من زوايا مختلفة وكانت على التوالي: "المالية الإسلامية والتنمية الجهوية" و"الفقر والبطالة عبر الزكاة والأوقاف والتمويل الأصغر" و"المالية الإسلامية ودورها