تماما كما دوري أبطال أوروبا , دارت اليوم قرعة الدوري الأوروبي و التي أعلنت عن مواجهتين متميزتين الأولى بين مرسيليا الفرنسي الذي أخرج ليبزيغ الألماني و الثانية صدام حاد بين الأرسنال الأنغليزي و أتليتيكو مدريد الاسباني , فريقين كان الجميع ينتظر أن يتواجها في الدور النهائي لتقوية مستوى النهائي.
أولامبيك مرسيليا الذي أحرج الصاعد الجديد للأجواء الأوروبية ليبزيغ الألماني ذهابا و ايابا يسعى لارضاء جماهيره و الفوز بهذه البطولة , التي تظهر في المتناول مع العروض القوية في المسابقة , أو على الأقل المرور للنهائي بينما الطرف الثاني في المواجهة هو أحد الفرق المملوكة من طرف ريد بول تماما كليبزيغ و هو الكبير النمساوي سالزبورغ الذي يريد أن يؤكد جدارته باقصاء لاتزيو الايطالي البارحة برباعية.
مدرب مرسيليا رودي غارسيا صرح بالأمس أن الدوري الأوروبي هو أولوية قصوى لمرسيليا الذي يفتقد لمثل هذه التتويجات ليعلن للعالم "أنا موجود" خاصة بعد تضائل قيمته التنافسية في الدوري الفرنسي مع هيمنة موناكو و باريس بأموالهما الطائلة , لكن حذاري يا رودي عليك أن تعلم أن سالزبورغ وصل الى هذا الدور بعد اقصاء أحد كبار القارة و هو لاتزيو , فريق ليس بالمعروف في أوروبا و ليس لديه تقاليد قارية و لكن مثل هذه "الأحصنة السوداء" هي من تحدث المفاجآت عادة.
الأولامبيك يفتقر لمهاجم صريح يمكنه اخراج الفريق من أزمات الضغط الدفاعي أو التكتلات فميتروغلو او جيرمان ليسا في قيمة الحدث و نتائج مرسيليا في الدوري الأوروبي كان أبطالها لاعبي خط الوسط و الأظهرة اذا ما اعتبرنا ان ديميتري بايي و فلورون توفان و أيضا لويس غوستافو هم أفضل أسلحة غارسيا مع الحارس بيليه الذي عوض بالأمس الدولي مونداندا كأفضل ما يكون , حتى خط الدفاع سواء بوجود رامي و رولاندو أو هيروكي و كامارا يبقى مهزوز.
في الطرف الآخر , سالزبورغ يبدو فريق مغمور لكن رغم مفاجأة لاتزيو يبقى هذا النادي لم يكشر بعد على أنيابه خاصة اذا ما أحس نفسه قد اقترب بالفعل من انجاز ستشيد له التماثيل و ترتفع معه الاحتفالات في النمسا , الألماني ماركو روز لديه لاعبين مميزين أمثال المهاجم الغاني سامويل تيتيه و الياباني تاكومي مينامينو و النمساوي كريستوف ليتجيب , فريق شاب و له "عناد" فرق أوروبا الوسطى.
و في المقابلة الثاني , أرسنال الشيخ فينغر يلزمها مخالب لتجاوز "مقاتلي" سيميوني , فالارسنال يظهر أنه "شبل" أمام أسود مدريد أصحاب أفضل دفاع في القارة العجوز حاليا.
الأرسنال عليه أن يدرك أن مواجهة الأتليتي ليست كمواجهة سيسكا موسكو او حتى الميلان , و على فينغر أن يعرف أن التمشي التكتيك القديم لن يجدي مع قوة تكتيك سيميوني الذي يعتمد على البناء الهجومي بداية من الدفاع الى الوسط ثم السرعة و بتواجد بيليران و مونريال خاصة على الأطراف ستكون المأمورية أسهل لكن على فنغر أن يكون مستعدا لكل السيناريوهات مع تكتيك منظبط جدا للأتليتيكو و سرعة في الهجمات المرتدة.
اتليتيكو سيميوني الأكيد أنهم يعرفون جيدا من هو الأرسنال و يعرفون أيضا كيفية التعامل مع فريق انغليزي و من لعب الند للند أمام الريال و البرصا لن تخيفه الفرق الأخرى , القوة الدفاعية و الصلابة في الواحد ضد واحد لدى سيميوني هو مبدأ مقدس , يشتغل على ذلك و من ثم ينظر للبناء الهجومي فقاعدة نجاح ديغيتو الأرجنتيني هي تكوينه لأعتى الحصون الدفاعية في العالم و لا خوف على التسجيل طالما هناك غريتزمان و كوريا و البقية , المدرب الأرجنتيني لن ينسى الدور الكبير للغاني المتميز و الواعد بارتي الذي ستكون مهمته ايقاف تسربات عناصر الفنيات في الأرسنال.
أخيرا هي مقابلة ستكون نارية , لن تحسم في 90 دقيقة حتما و أيضا من الفرضيات القوية أن تتجاوز ال180 دقيقة الا اذا حدثت المفاجئات طبعا و يبقى الروخيبلانكوس الطرف المرشح الأقوى للفوز بهذه البطولة لكن لا يمكن نسيان أن أتليتيكو مدريد مازال في سباق البطولة الاسبانية و اللعب على أكثر من واجهة له سيكون بنتيجة فقدان احداها.