يمكن القول أن أفضل ما خرج به النادي الرياضي الصفاقسي اليوم من انتصاره بثلاثية لهدف أمام الملعب القابسي هو إنتصار جاء في وقته من خارج الديار والبقاء على سكة الإنتصارات وخاصة مهم جدا للمعنويات والفريق مقبل على إستحقاق قاري ومقابلة مهمة جدا أمام فريق الفتح الرباطي في كأس الكنفدرالية الأفريقية الأسبوع القادم.
لكن الإنتصار لا يمكن أن يخفي العديد من الهفوات التكتيكية ولا يمكن أن يحجب ضعف واضح في بعض المراكز التي أصبحت تستوجب تدخلا حتميا من الإطار الفني حتى حلول المركاتو الشتوي المقبل ، ثلاثية ممتازة كنتيجة ولكن كأداء مازال الفريق يبحث عن اسلوبه المعتاد وإن كان لا يمكن التفكير كثيرا في الجمالية من هذه التنقلات فالأهم يبقى الفوز ولكن هنالك دوما حد أدنى يشرف إسم النادي الرياضي الصفاقسي كمدرسة في الأداء والفنيات.
شوط أول لم يكن في المستوى والحقيقة يستطاع الجزم بأن الشوط الأول كان فيه نادي عاصمة الجنوب دون المتوسط بإعتماد كرات طولية عقيمة وبقاء الأظهرة في مركزها دون معاضدة هجومية تذكر فإقتصر اللعب في أول فترة من المقابلة على أخذ ورد بين الفريقين وهجمة بهجمة وإن كان النادي الصفاقسي دوما يبحث عن تنويع اللعب والتنقل التدريجي من الدفاع إلى الوسط الذي كان الطرف الأبرز في لقاء اليوم بفضل كريم العواضي الذي كان محرار الفريق وجيد تكتيكيا وكينغسلاي سوكاري الذي عاد للفورمة بعد ملازمة بنك البدلاء لبضعة مقابلات.
الشوط الثاني إختلف تماما عن الفترة الأولى ، السي أس أس دخل بعقلية هجومية وأصبحت الكرات تصل إلى المهاجمين وخاصة فراس شواط الذي أراح الفريق من عبء النتيجة بتسجيله هدف الإفتتاح من تسديدة مميزة ليؤكد هذا اللاعب أنه بالعمل الجاد والتركيز على الميدان سيكون من أفضل المهاجمين في تونس ، النادي الصفاقسي كثف بعدها من هجماته سواء من الأطراف بعد صعود المثلوثي للهجوم أكثر أو من وسط الميدان بالإعتماد على سوكاري كصانع ألعاب متأخر وإن كانت أيضا عملية إقحام ندوي جنبا إلى جنب مع فراس شواط وتغيير الرسم التكتيكي في عديد الحالات الهجومية أعطى حيوية وحلول أكثر للهجوم وجاء بعدها الهدفين المواليين والإثنين بفضل ندوي أيضا وهنا تساؤل لماذا لا يتم إستغلال ندوي وشواط سويا في الهجوم.
المهم مقابلة انتهت بعلامة الإمتياز للهجوم الذي كان ناجعا وحاسما ومتمركزا بجودة اليوم إضافة إلى أداء مرموق لكل من كينغسلاي سوكاري وكريم العواضي في وسط الميدان لكن هذا الإنتصار لا يمكن أن يحجب الأخطاء الفادحة في الجهة اليسرى وخاصة في مركز الظهير الأيسر الذي أصبح فعلا مملا ومؤرقا ويجب اجاد حل بسرعة فرايمون مع الإحترام لإمكانيات اللاعب إلا أنه بعد كل البعد عن التوظيف في هذا المركز وكان فعلا نقطة الضعف الأبرز في لقاء اليوم.