أشهر قليلة بعد انطلاق نشاطها الفعلي تعود تجربة «البلكون» من جديد لنطل برأسها من جديد على المشهد الثقافي بصفاقس و هذه المرة من شرفة مهرجان صفاقس الدولي و تعتبر هذه التجربة واحدة من التجارب الرائدة في إثبات إمكانية كسر عمودية الفعل الثقافي من الناحية الإدارية و المؤسساتية بإمكانيات مادية و لوجوستية في حدها الأدنى.
تماما مثلما تشير إليه تسميته فإن المشروع يقوم على إقامة تقاطع بين الثقافي و بين شرفات المدينة و التي تكون في غالبها مهملة و خارجة نطاق الاستعمال كما يهدف إلى تنشيط الأماكن والمساحات ذات الرمزية التاريخية والطراز المعماري المميز ليندرج ذلك ضمن برنامج إحياء المعالم التراثية وتثمينها سياحيا وثقافيا و تنشيطها اقتصاديا وإضفاء جمالية حقيقية على المدن و نشر الفن بشكل عفوي ومباشر و تقديمه بشكل مباشر لتقريب الممارسة الإبداعية من الناس وجعلها في متناول الجميع .
انطلقت التجربة " باستصلاح " شرفة مهجورة بالمدينة العتيقة و إحياءها بعروض " ياسر جرادي " و "الهادي دنيا "و ................................. لتمتد التجربة خارج أسوار المدينة العتيقة لشرفة ثانية بوسط المدينة بباب بحر في سهرة أعادت الحياة لواحد من البناءات المهملة رغم موقعها الاستراتيجي في وسط المدينة .
الشراكة مع مهرجان صفاقس الدولي .. استثمار على قاعدة رؤية مشتركة
فور تولي الإدارة الجديدة لمهرجان صفاقس الدولي مهامها و في سياق بحث القائمين على البرمجة الثقافية فيها عن سبل تشبيك العمل الثقافي بين المهرجان و مكونات المشهد الثقافي في جهة صفاقس تم التنسيق بشكل سلس مع الجمعية التونسية لمسرح الطفولة و الشباب بعقارب صاحبة فكرة مشروع البلكون لإعتبارات تهم بالأساس التقاطع في الرؤى بينها و بين مهرجان صفاقس الدولي تحديدا في مسألة الوصول بالثقافي حيث المدى الذي يصعب أن يبلغه بالوسائل التقليدية المتبعة في كل نشاط ثقافي .
تم الاتفاق بين الجمعية و المهرجان على مواصلة تقديم ما انطلق البلكون في تأسيسيه من ثقافة فرجوية و فنية متطورة مع تدخل المهرجان في تقديم عدد من الأسماء التي بوسعها الحضور و التأثيث و تقديم الاضافة حيث سيتوزع البرنامج على امتداد أيام ثلاثة هي على التوالي 25 أوت بباب بحر باستضافة مجموعة نضال اليحياوي و ماما أفريكا ( مجموعة من عدة دول إفريقية : غينيا و مالي ..... ) و اسطنبالي سيدي عبد السلام .
و 26 أوت ببلكون المدينة العتيقة ( رحبة النعمة ) و التي سيؤمن عروضها كل من فرقة أمين إدريس و الأديب خليفة الدريدي و الشاعر الشاذلي بن دبابيس و قاسم كافي.
بينما سيكون البرنامج الختامي يوم 27 أوت بفضاء تبرورة مع سهرة الموسيقى الإلكترونية و التي ستكون حدثا فنيا كبيرا باعتبار حجم العرض الذي سيجمع أكثر من 12 ( DJ ) في فضاء مفتوح قادر على استيعاب أكثر من عشرة آلاف شخص دفعة واحدة
خليل قطاطة