سياسة التشبيب ، هي السياسة التي انتهجها رئيس النادي الرياضي الصفاقسي الحالي المنصف خماخم منذ انتخابه رئيسا للفريق ، سياسة فيها الكثير من الواقعية خاصة بالنظر للوضع المالي للفريق و باعتبار أن السي اس اس دائما ولادة لأفضل المواهب الكروية في تونس منذ قديم الزمان.
اعطاء الفرصة لشبان النادي من خريجي مدارس التكوين بالفريق و الذين تربوا تحت جناحه و دفاعا على ألوانه هي أولوية و مبدأ للفريق في الفترة القادمة ، هذا حسب الاستراتيجية التي اختارتها الهيئة المديرة من البداية ، و لعل العتاصر التي ظهرت في الفريق الأول مع الموسم المنطوي تدل على المواصلة في هذا المنهاج في المستقبل و يمكن الحديث عن هاني عمامو ، نسيم هنيد ، وليد القروي ، حسام دقدوق ، فراس شواط و البقية.
فالاهتمام بخريجي الأصناف الشابة جزأ هام من حياة النادي الرياضي الصفاقسي الذي كان دائما يولي رعاية خاصة بأبنائه و يسعى لادماج الموهوبين منهم في الفريق الأول.
لكن ، في نظرة أخرى لا يمكن لهذه السياسة أن تستقيم اذا اعتمدنا فقط و كليا على الشبان دون سواهم ، و لا يستقيم خط التشبيب الكامل و خط التتويج و المراهنة بجدية على الألقاب أبدا في عصر الاحتراف من جهة و في عصر بطولة طغت عليها الأموال و الأسماء و الضغوطات من جهة أخرى.
و في الواقع الحديث عن تسريح العناصر "الخبيرة" من الفريق بحجة التشبيب هو بداية الفشل قبل انطلاق الموسم الكروي حتى ، فلا يمكن اخلاء الفريق الأول من بعض الأسماء التي تساهم معنويا و كرويا في النهوض بالفريق و المرور به في المرحلة الانتقالية بين بداية التشبيب الى النضج الكروي و التكتيكي.
المراهنة على الألقاب ، و خاصة ان السي اس اس سينافس على 4 واجهات محلية و اقليمية و قارية الموسم القادم ، لا تستقيم الا بتواجد التوليفة المفيدة من لاعبين أصحاب خبرة قادرين على مواجهة الضغوطات و لهم الحنكة في التعامل مه أجواء المنافسات و لاعبين شبان فيهم الحماس و الطموح للنجاح.
السفينة لا تحمل لربان شاب قبل ان يتتلمذ عمليا مع ربان خبير عاش الأجواء و يستطيع شحن الفريق في لحظة الضعف و رفعه بعد السقوط و دفعه بعد الهزيمة.
و الحقيقة أننا في النادي الرياضي الصفاقسي بقدر حظنا بتواجد عناصر شابة ذوي موهبة كبيرة و مهمة بقدر أيضا ما نحن محظوظون بتواجد لاعبين أصحاب تجربة و خبرة يجب الحفاظ عليهم حتى نصل بالفريق الى بر الأمان و نعود الى واجهة التتويجات ، رامي الجريدي ، ماهر الحناشي ، حمزة المثلوثي و علاء الدين المرزوقي هم أسماء بامكانها أن تعطي الاضافة للفريق و تساهم في تعديل الوتر الضعيف في آلة الفريق.
البطولة التونسية لا تخفى على أحد ، غنية بالاستفزازات و الشطحات الغير رياضية و الضغط النفسي و العصبي و مليئة بالشوائب التي لطالما حاولت الفتك بالسي اس اس ، و لا يمكن للاعب شاب التأقلم بسرعة مع وضعيات مماثلة بدون سند ناضج و لذلك يعتبر أثال هؤلاء اللاعبين هم الارضية الصلبة و الأسس الصحيحة التي تبني فوقها بعد ذلك فريق قوي و كبير يراهن على الألقاب على المستوى البعيد و لكن ايضا هم قوام فريق تنافسي على المستوى القريب بعد سنوات بدون تتويجات.
المنطق الأن يستدعي عدم التفريط في بعض الركائز القديمة اذا ما اراد الفريق تقوية صفوفه مقارنة بالفرق المنافسة الاخرى و التي أغلبها يسعى للتحسين عبر لاعبي السي اس اس الذين تريد الهيئة التفريط فيهم و هنا التناقض في التفكير ، الابقاء على لاعبي الخبرة و التعويل على شبان النادي مع بعض الانتدابات الموجهة و المحدودة كما و الكبيرة على مستوى الامكانيات الفنية و خاصة الاستقرار الفني هو السبيل الوحيد للتتويج العام المقبل.
