من مميزات الدورة 41 لمهرجان صفاقس الدولي انها اقترحت دورة متنوعة خصصت فيها حيزا كبيرا للعروض المسرحية من خلال برمجة 5 عروض , و في هذا الاطار كان الموعد سهرة الجمعة 19 جويلية مع مسرحية "ولد شكون" لجميلة الشيحي على ركح المسرح الصيفي سيدي منصور .
عرض المسرحية كان مسبوقا ببادرة ممتازة قامت بها هيئة المهرجان بتنظيم مشاهدة جماعية لمقابلة نهائي كاس افريقيا بين الجزائر و السنغال على شاشة عملاقة .
اعتلت بعدها جميلة الشيحي المسرح في حدود الساعة 22.30 على ايقاعات الموسيقى السريعة و الرقص باستعمال تقنيات الاضاءة و ذلك بحضور جماهيري طيب العدد في حدود 4000 متفرج .
المسرحية سلطت فيها جميلة الشيحي الضوء على الوضع التي تعيشه "تونس" من تجاذب بين مختلف التيارات السياسية و لهفتهم نحو السلطة من خلال شخصية " ليلي بن علي " الحامل التي تبحث عن اب شرعي لمولودها , مستعرضة مختلف العلاقات التي اقامتها حيث ترمز كل علاقة لتيار سياسي او شخصية سياسية و ذلك في تعرية مباشرة و جريئة للواقع باستعمال اسلوب كوميدي يقدم تناقضات الشخصية و النفاق الاجتماعي التي تعاني منه اضافة الى الكبت الجنسي .
عرض مسرحية "ولد شكون" في مهرجان صفاقس خلف ردود فعل متابينة في صفوف الجمهور بين فئة انزعجت من الاسلوب الجريء و المباشر الذي استعملته جميلة و غادرت المسرح قبل نهاية العرض معتبرا انها مسرحية غير عائلية و فيها الكثير من الايحاءات الجنسية اضافة الى استعمال بعض العبارات المقلقة , و بين كثيرون حرصوا على اكمال المسرحية و اعجبتهم الفكرة وكتابة النص لجميلة الشيحي و انس بن مالك و تفاعلوا مع مضومنها و نقدها للوضع في تونس الذي يعاني من الصراعات السياسية لتبقى "تونس" تبحث عن ابن حقيقي لاب شرعي يرتقي بالبلاد و يحسن من وضعها ...
هذا و قد تفاعلت الجماهير مع المشهد الأخير للمسرحية الذي كان تحية للمرأة الفلاحة برفع جميلة الشيحي " للفولارة " الرمز لسيدات تونس الكادحات مصحوبا بتصفيق جماهير مهرجان صفاقس .
و كانت جميلة الشيحي صرحت بعد العرض في لقاء صحفي جمعنا بها عن سعادتها بلقاء جمهور صفاقس الذي استوعب المسرحية و تفاعل مع مختلف تفاصيلها و فهم جيدا الرسالة التي اراد العمل ايصالها
و في رد حول ان المسرحية جريئة قالت جميلة ان المتلقي يجب ان يفرق بين التلفزة و المسرح الذي له اسلوبه الخاص في تعرية الشخصيات و نقدها بطريقة مباشرة و انها تقدم الواقع التونسي و الفوضى التي يعيشها المجتمع أسلوب هزلي ساخر .