يمكن أن تعتبر السينما هي أساس من أسس الثقافة العربية كباب منفتح على العالم وكذلك لما تكتسبه من أهمية في الحديث على عدة قضايا ومواضيع تهتم بالثقافة العربية.
لكن السينما في صفاقس وللأسف لم تكن بالأهمية التي هي فيها وبالرغم بان عاصمة الجنوب انتخبت كعاصمة للثقافة العربية و التي من شمولياتها التركيز على هذا المجال الهام السينما والمناظرة ولكن نلاحظ أن هذا المجال أصبح في الحضيض فمثلا لا وجود لقاعات سينما يمكن عرض لأفلام فيها وكذلك لا وجود لثقافة السينما لدى الشباب الواعد الذي نعول عليه للمحافظة على تاريخها (السينما)......
كانت السينما تكتسي أهمية كبيرة في صفاقس من حيث تواجد دور للعرض كذلك الإقبال الجيد من الناس على هذه الثقافة....فكان هنالك الكثير من قاعات العرض منها المسرح البلدي وقاعة عرض بالجموسي وكذلك الكوكب الموجودة في وسط البلاد وقاعة عرض التي كانت تعرض عديد الأفلام بصفة دورية ...
ولكن هناك العديد من اللوبيات ورجال الأعمال اللذين كانوا سببا في إغلاق العديد من دور العرض لأسباب شخصية منها إنشاء مشاريع اقتصادية تسبب في موت هذه الثقافة النبيلة التي يمكن أن تكون طريق للنهوض بالأمة وكذلك بالشباب الذي لم يجد أي شئ يقض أوقات فراغه مما سبب في الانحراف والتخلف لدى البعض...
ونجد الغريب في الأمر أن المندوبيات الجهوية لم تكن بالحزم الكافي للحفاظ على هذا الموروث وأغمضت عينيها لأجل مصالح بعض الشخصيات والتسبب في اندثار السينما من عاصمة الثقافة التي وصلت لوعي عديد منظمات المجتمع المدني بالثقافة والتركيز عليها في العديد من نشاطاتها ولكن للأسف لا وجود للسينما في هذه العاصمة الثقافية وفي برامج المهرجان الثقافي ....
هل السينما أصبحت شئ غير مهم؟ أم أن الناس لم تعد مهتمة بالمجال؟
عندما تسال الشباب في المجتمع المدني نجد أن اغلبهم مهتمين بالسينما ويريدون إرجاعها من جديد للساحة لكن لا وجود لتشجيع من قبل السلطة المعنية..
وفي هذا الإطار أريد أن اشكر صديقتي "مريم كانون" من جمعية الغرفة الفتية الاقتصادية بسيدي منصور لما تبذله من جهد في إيصال ثقافة السينما لكل الناس من خلال حلقات عرض للأفلام ويتخلل العرض نقاش للفيلم وإبداء الرأي في حدث يسمي ciné-débâte » « وأنا متفاءل بالحزم والشغف من قبل أعضاء المنظمة وشعرت أن السينما لها دور كبير في إخراج قدرات الشباب في التغيير وبالمناسبة أيضا اشكر أصدقائي في جمعية « one two show » لما يقدموه من أعمال سينمائية مصورة تحاكي المجتمع وتحل مشاكل اجتماعية أو أسرية .....
بقلم : حافظ معتوق