لا يمكن أن يخفي أي عربي أو متابع لكرة القدم عامة متبني الدفاع عن القضايا الانسانية و خاصة القضية الفلسطينية المتأصلة في كل فرد , اعجابه و فرحته بمنتخب فلسطين "الحديث" و الذي زرع البسمة في وجوه تبحث عن الأمل في كل السبل و تنتظر رفع الراية المفداة عاليا في المحافل الاقليمية و الدولية كبرهان عن الصمود و القوة و البقاء.
المنتخب "الوطني" الفلسطيني , يضيء من وسط الظلام مرة أخرى بعد أن ترشح منذ أشهر قليلة رسميا الى كأس آسيا للمرة الثانية في تاريخه بعد بطولة 2015 التي أقيمت في أستراليا و هي الثانية على التوالي في دولة الامارات العربية المتحدة لينطلق الفرسان , كما يحلوا لجماهيرهم تسميتهم , في نحت تقاليد كروية و مشاركات قارية بعد سنوات عجاف لم يصل فيها المنتخب الفلسطيني الى كأس أسيا منذ بدايتها سنة 1956.
فلسطين , عبرت الى التظاهرة القارية الأكبر في القارة الإسيوية بعد ان احتلت وصافة المجموعة خلف عمان محققة نتائج جد ايجابية تحت امرة المدرب الفلسطيني القدير عبد الناصر بركات , 10 أهداف في مرمى بوتان و 8 أهداف في مرمى المالديف ترشح المنتخب الى نهائيات كأس آسيا فس انتظار التأكيد و رفع التحديات في هذه النسخة.
و لكل من تابع مسيرة "فدائيي كنعان" سيعرف أن السنة الرياضية الممتدة بين سنتي 2017 و 2018 كانت خاصة جدا و مميزة للفريق جامعة و اطارا فنيا و لاعبين حيث شهدت فلسطين نقلة كروية غير مسبوقة من ناحية النظيم و الأداء و الروح و هذا يعود للعمل الجاد من القائمين بالكرة الفلسطينية و من المدرب و أيضا من قبل اللاعبين الذين يأتون من شتى بقاع الأرض لتشريف الراية الوطنية الفلسطينية , حتى و لو لا تعرف فلسطين احترافا فعليا في كرتها المحلية.
في السنة المذكورة , لم ينهزم منتخب الفدائيين سوى في لقاء وحيد كان أمام عمان في مارس الماضي في التصفيات مع تحقيق 7 انتصارات و تعادل وحيد , نتائج جد ايجابية وصلت بالمنتخب الفلسطيني لتحقيق أفضل قفزة في سلم التصنيف الدولي للفيفا و أفضل مركز لها في تاريخها و هو ال73 في فيفري الماضي و ال83 حاليا في تصنيف أفريل بعد أن كانت فلسطين قابعة في أسفل الترتيب و وصلت حد المركز ال191 في بداية الألفينية الحالية.
انتصارات و نتائج مميزة بناها مدرب صنع من اللاشيء منتخبا عتيدا تنافسيا , و اقترن ذلك بعودة المنتخب الفلسطيني الى اللعب داخل الأراضي القدسية بعد كر و فر مع الاتحاد الدولي , أول مقابلة كانت في مدينة الرام شمالي القدس في 13 جوان 2017 أمام منتخب عمان و انتصار تاريخي مع العودة التاريخية لملاعب الأرص بنتيجة هدفين لهدف ثم تتالت المباريات بين ملعبي الخليل و جنين..
منتخب لا يمكن الا أن ترفع له القبعة على ما وصل اليه من تحسن و تطور على جميع المستويات و لاعبين بحس الانتماء يلتحقون بالمنتخب الفلسطيني قادمين من الشيلي و السويد و شرق أوروبا و غيرها من الدول مع ثلة من المحليين الذين تذفع الوطنية فيهم أقدامهم لتقديم أفضل ما لديهم لذلك الشعب الذي انتظر طويلا حتى يزدهر منتخب بلاده و يرفع النشيد في محافل مثل كأس آسيا و يدخل الفرسان نادي ال100 في تصنيف الاتحاد الدولي.